أخبار وتقارير

محللون: ثلاثة أطراف متورطة بتفجير صنعاء

 

رأى محللون سياسيون أن ثلاثة أطراف يحتمل تورطها في التفجير الذي هز أمس الاثنين العاصمة اليمنية صنعاء، وأدى لمقتل وجرح مئات الجنود الذين كانوا يتدربون على المشاركة في عرض عسكري كان من المفترض أن يقام اليوم احتفاء بذكرى الوحدة اليمنية.

ورغم تبني تنظيم القاعدة في جزيرة العرب للتفجير الذي استهدف الجنود في صنعاء، فإن البعض شكك في ذلك، وأشار إلى احتمال وجود تواطؤ وتسهيلات قدمت لمنفذ العملية الذي قيل إنه كان يرتدي زيا عسكريا لقوات الأمن المركزي، ويحمل حزاما ناسفا به 13 ألف شظية.

واعتبر عضو تنظيم القاعدة السابق الملقب "أبو الفداء" في اتصال مع الجزيرة نت أن "الحدث مؤلم ومحزن ومستهجن وغير مقبول"، وقال "لا يمكن أن نقر هذا العمل وهو غير مقبول، ولا يمكن أن يأتي بأي نتيجة إيجابية، وينبغي على العقلاء من كافة الأطراف أن يقفوا بمسؤولية أمام هذه الأحداث التي تهدد السلم الأهلي في اليمن".

وأضاف عضو القاعدة السابق أن "الثقافة التي تربينا عليها هي أن التوسع في إراقة الدماء أمر غير مقبول في صفوف الكفار فما بالك بالمسلمين، وحقن الدماء واجب شرعي، ولا نقر أبدا أن يقتل المسلمون بهذه الطريقة".

دعم لوجستي


من جانبه لم يستبعد الباحث السياسي والأستاذ الجامعي سعيد عبد المؤمن قيام أطراف بتقديم الدعم اللوجتسي لإنجاح التفجير، وأشار إلى أن المستفيد من العملية هم "بقايا النظام السابق الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لإثبات أن الوضع كان أفضل في السابق، وأن السلطة الحالية عاجزة عن تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد".

وفيما يتعلق بالكيفية التي تمكن بها منفذ الهجوم من الوجود وسط الجنود في منطقة محظورة أمنيا، قال عبد المؤمن للجزيرة نت إن "ميدان السبعين تقابله حدائق من الجهة الغربية، مما يسهل الاقتراب من

منطقة الاستعراض، إضافة إلى ضعف الأجهزة الأمنية وعدم احترافيتها ووجود قيادات عسكرية لا تملك من الإمكانيات سوى قربها من عائلة صالح".

وأوضح أن تحديد محل العجز عن اكتشاف العملية لن يتم إلا بتشكيل لجنة متخصصة للتحقيق مع قيادات الأمن المركزي وأجهزة الاستخبارات "التي لطالما أرعبت الناس، واعتقلت الأبرياء وعذبت الكثيرين، وأوجدت حالة من عدم الثقة بينها وبين المواطن".

فاعل مجهول


وفي السياق رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء محمد الظاهري أن الفاعل الحقيقي للتفجير ما زال مجهولا، رغم إعلان تنظيم القاعدة المسؤولية عن التفجير الانتحاري، على عكس المستفيد الذي يبقى معلوما وفق تقديره.

وقال الظاهري للجزيرة نت إن ثلاثة أطراف لها مصلحة مباشرة من وراء هذا الحادث، أولها تنظيم القاعدة "الذي بات يعاني حاليا من تشديد الجيش اليمني الخناق على عناصره في محافظة أبين، ومن دك معاقله وطرده من المدن والقرى التي استولى عليها".

وأضاف أن أعداء الوحدة اليمنية من القوى الانفصالية والتشطيرية قد تكون لهم مصلحة من وراء الحادث الذي تزامن مع ذكرى إعلان "الانفصال" الذي أعلنه علي سالم البيض عام 1994، إبان الحرب بين طرفي الوحدة التي انتهت بهزيمة الجنوب وفرار البيض إلى الخارج.

ويعتقد الظاهري أن الرئيس المخلوع وبقايا نظامه يمكن أن يكونوا وراء تفجير ميدان السبعين المطل على دار الرئاسة. وأشار إلى أن صالح كثيرا ما هدد اليمنيين بالصوملة والحرب الأهلية والتقاتل من شارع إلى شارع.

المصدر : الجزيرة 

زر الذهاب إلى الأعلى